كثيراً ما يتباهى أَهل الأهواء والمطامع الدنيوية قصيرة المدى بما يملكون من ذكاءٍ ودهاءْ.
وحقيقة الأمر أن الذكاء ليست له قيمة مطلقة منفصلة إلاَّ أن يحكم بثلاث: نية خالصة متجردة يقصد بها الخالق المعبود، ووسيلة طاهرة شريفة مشروعة لتحقيق غاية نبيلة سامية، فهو نية وغاية ووسيلة.
ولم يتباه رب السماوات والأرض بالأذكياء ولم يُضْف هذه الصفة لأحد من عباده المخلصين، ولم يجعلها من أسمائه الحسنى، بل جعل من أسمائه سبحانه وتعالى «الحكيم» وآتاها من شاء من عباده، فقال سبحانه «يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً». ان أعظم اختبار وابتلاء لبني آدم هو أن يحكم ويربط كل قول وعمل بنية خالصة وغاية نبيلة ووسيلة مشروعة، والذكاء إذا رُبِطَ وحُكِمَ بالشروط الثلاثة سُخر وحُكم وصار حِكمة وإلاَّ فقد ينقلب ذكاء الإنسان عليه فيعود به إلى الضلال أو الفساد فيصبح لؤماً وخبثاً ومكراً سيئاً، وكلها تنقلب على صاحبها عاجلاً أو آجلاً، ولا يكفي أن يتوفر شرط أو شرطان من الثلاثة فالغاية -وإن كانت نبيلة- لا تبرر الوسيلة غير المشروعة أو الملتوية المنحرفة المتعدية على حقوق الغير فانها وبدون النية الخالصة التي يقصد بها وجه الله المتجردة من كل من دونه وسواه لا يُقبل القول أوالعمل وان كان في سبيل تحقيق غاية نبيلة بوسيلة مشروعة. (عن رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه انه قال: ثلاث من كن فيه كنَّ عليه: المكر السيئ، ثم تلا صلوات الله عليه قوله تعالى: «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله»، والنكث، ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: «فمن نكث فإنما ينكث على نفسه»، والبغي، ثم تلا صلوات الله وسلامه عليه قوله تعالى: «يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم»). مسكين أنت أيها الإنسان ... مازال ميزانك يتأرجح في كل لحظة من لحظات حياتك بكل كلمة تتفوه بها وكل حركة تقوم بها صغيرها وكبيرها، تتجاذب أقوالك وأعمالك قوى الأرض وأهواء البشر ممن حولك، والمؤمن في صراع مع كل قول وعمل أَرَبطه وَحَكَمه بنية خالصة متجردة، وقَصد به غاية نبيلة سامية، واتبع لتحقيقها وسيلة طاهرة مشروعة، فكان قوله حكمة ... وعمله حكمة، وتباهى به الحكيم من فوق سبع سماوات.
أو أنه قَصَّر في ربط وحكم قوله وعمله فأسقط احدى الثلاث من نية أو غاية أو وسيلة، فخطَط وكدَّ وتعب ولكنه وان ظن أنه بنى فإنه ليس لآخرته بل لدنياه، وبذلك تبدد مسعاه أو أصبح كالتي نقضت غزلها من بعد قوَّة انكاثاً.
* طبيب استشاري، ورئيس مجلس إدارة المركز الطبي الدولي
فاكس: 6509659 okazreaders@imc.med.sa
وحقيقة الأمر أن الذكاء ليست له قيمة مطلقة منفصلة إلاَّ أن يحكم بثلاث: نية خالصة متجردة يقصد بها الخالق المعبود، ووسيلة طاهرة شريفة مشروعة لتحقيق غاية نبيلة سامية، فهو نية وغاية ووسيلة.
ولم يتباه رب السماوات والأرض بالأذكياء ولم يُضْف هذه الصفة لأحد من عباده المخلصين، ولم يجعلها من أسمائه الحسنى، بل جعل من أسمائه سبحانه وتعالى «الحكيم» وآتاها من شاء من عباده، فقال سبحانه «يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً». ان أعظم اختبار وابتلاء لبني آدم هو أن يحكم ويربط كل قول وعمل بنية خالصة وغاية نبيلة ووسيلة مشروعة، والذكاء إذا رُبِطَ وحُكِمَ بالشروط الثلاثة سُخر وحُكم وصار حِكمة وإلاَّ فقد ينقلب ذكاء الإنسان عليه فيعود به إلى الضلال أو الفساد فيصبح لؤماً وخبثاً ومكراً سيئاً، وكلها تنقلب على صاحبها عاجلاً أو آجلاً، ولا يكفي أن يتوفر شرط أو شرطان من الثلاثة فالغاية -وإن كانت نبيلة- لا تبرر الوسيلة غير المشروعة أو الملتوية المنحرفة المتعدية على حقوق الغير فانها وبدون النية الخالصة التي يقصد بها وجه الله المتجردة من كل من دونه وسواه لا يُقبل القول أوالعمل وان كان في سبيل تحقيق غاية نبيلة بوسيلة مشروعة. (عن رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه انه قال: ثلاث من كن فيه كنَّ عليه: المكر السيئ، ثم تلا صلوات الله عليه قوله تعالى: «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله»، والنكث، ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: «فمن نكث فإنما ينكث على نفسه»، والبغي، ثم تلا صلوات الله وسلامه عليه قوله تعالى: «يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم»). مسكين أنت أيها الإنسان ... مازال ميزانك يتأرجح في كل لحظة من لحظات حياتك بكل كلمة تتفوه بها وكل حركة تقوم بها صغيرها وكبيرها، تتجاذب أقوالك وأعمالك قوى الأرض وأهواء البشر ممن حولك، والمؤمن في صراع مع كل قول وعمل أَرَبطه وَحَكَمه بنية خالصة متجردة، وقَصد به غاية نبيلة سامية، واتبع لتحقيقها وسيلة طاهرة مشروعة، فكان قوله حكمة ... وعمله حكمة، وتباهى به الحكيم من فوق سبع سماوات.
أو أنه قَصَّر في ربط وحكم قوله وعمله فأسقط احدى الثلاث من نية أو غاية أو وسيلة، فخطَط وكدَّ وتعب ولكنه وان ظن أنه بنى فإنه ليس لآخرته بل لدنياه، وبذلك تبدد مسعاه أو أصبح كالتي نقضت غزلها من بعد قوَّة انكاثاً.
* طبيب استشاري، ورئيس مجلس إدارة المركز الطبي الدولي
فاكس: 6509659 okazreaders@imc.med.sa